1
لقد كانت
حياة الصحابة الكرام رضوان الله عليهم ثم التابعين ومن تبعهم بإحسان حياة
قرآنية بحق :
"قراءة
وتلاوة وترتيلا وتجويدا وتدبرا وتبصرا ودراسة وتأملا وعملا..."..
وبهذا
فهموا من الدين ما لم يفهم العديد من المتأخرين، رغم كثرة كلامنا وجدلنا وبحوثاتنا
نحن الخلف..
ولهذا
فإن الوظيفة التي أداها القرآن الكريم في خير أمتنا الأولى كانت كاملة، بحيث كان
الرسول صلى الله عليه وسلم :
"قرآنا
يمشي على الأرض" و"كان
خلقه القرآن" كما روي عن عائشة رضي الله عنها..
وليدعو
صلوات الله عليه وسلامه لهاته الحكمة القرآنية البالغة قولا وعملا وحالا، وبحكمة
كلها رشاد وكلها رحمة وهدى بالله لله وفي الله..
فكانت
السنة الشريفة تنزيل ثاني للقرآن الكريم من الرسول صلى الله عليه وسلم على واقع
الصحابة والتابعين ومن أتى بعدهم ... وإلى يوم الدين.
2
وفي
البدء تلهف الصحابة الكرام لكتابة حكم رسول الله صلوات ربنا عليه:
فنهى
قائلا
:" لا تكتبوا عني غير القرآن ... " كما روى
مسلم.
ليبيح
كتابة الأحاديث فيما بعد..
مما
يرمز جيدا بأن العمل والوعي بأعمال الأحاديث لا تغني عن العديد من الأوامر
والنواهي التي يشملها القرآن الحكيم ، والتي نستنبطها منه مباشرة أو بصورة غير
مباشرة ..
فالإلتصاق
بالذكر الحكيم ومحاولة أداء كل واجباته من القراءة فالترتيل...
وبنية
العمل سنيا يثمر لدى المومن الحق أحاسيس وتأملات وخواطر وواردات بل ووعيا وجوديا
ليس له مثيل ..
ومهما
إلتصق بغيره من كتب الفقه أو الفكر ..
3
ولهذا
فإن دعوتنا هنا دعوة :
للخشوع
عملا بالقرآن الكريم ..
وللغوص
في تدبره
بنية العمل :
أفلا
يتدبرون القرآن ؟ أم على قلوب أقفالها ؟ محمد 24
ودون
غرق في الشروحات والتفاسير التي قام بها والحمد لله بامتياز العديد من السلف رحمة
الله عليهم أجمعين
...:
فلقد
كانت حياة الصحابة رضوان الله عليهم مجالس قرآنية فقهية عملية، وبإرشاد شامل وكامل
من رحمة الله تعالى للعالمين صلوات الله عليه ..
لكن :
لكن :
"وقال
الرسول يارب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا" الفرقان 30
وهاته
من الآيات المستقبلية التي نبأ بها الرسول صلى الله عليه وسلم عن ذنوبنا نحن خلف
السلف ..
كما
بقوله تعالى :
" فخلف من
بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا" مريم 59:
أليس
هذا حالنا؟:
كما شرح
الرسول صلى الله عليه وسلم ذلك في العديد من أحاديثه ..
وكما
بقوله:
"سيأتي
زمان على أمتي هممهم بطونهم ودينهم دراهمهم وقبلتهم نساؤهم لا بقليل يقنعون ولا
بكثير يشبعون " : كما
يملي علينا الواقع ، رغم طعن البعض في هذا الحديث المشهود.
4
أليس
هذا حالنا كما قال رسول الله صلوات الله وسلامه عليه عن ثوبان:
"يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها»،
فقال قائل: ومِن قلة نحن يومئذ؟ قال: «بل أنتم يومئذٍ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء
السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن في قلوبكم الوهن»، فقال
قائل: يا رسول الله وما الوهن ؟ قال: «حب الدنيا، وكراهية الموت».صححه
الألباني.
إنها وكلها بضع من أمراضنا العديدة والعميقة بل والمتأصلة حتى القلوب..
إنها وكلها بضع من أمراضنا العديدة والعميقة بل والمتأصلة حتى القلوب..
فلقد
سرت فينا كل أمراض الأمم السالفة التي حذرنا الله تعالى منها في قرآننا الكريم
كقوله سبحانه وتعالى :
بأسهم
بينهم شديد، تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى ذلك بأنهم قوم لا يعقلون. الحشر
14
وقوله
تعالى :
"ولتجدنهم
أحرص الناس على حياة " البقرة
96
وغيرها
من الآيات التي نزلت أصلا في أهل الكتاب وفي بني إسرائيل لكنها اليوم في أمة
الإسلام غفرانك اللهم..
والسبب
واحد كما ذكرنا:
هجرتنا
للقرآن بكل وظائفه.
5
فلقد
أضعنا آياته فرادى وجماعات ومجتمعات وأمة، رغم وجود الطائفة المرحومة دوما في
الأمة والتي قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم :
"لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ
ظَاهِرِينَ لَعَدُوِّهِمْ قَاهِرِينَ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ إِلَّا مَا
أَصَابَهُمْ مِنْ لَأْوَاءَ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَذَلِكَ " كما
روى الطبراني عن أبي أمامة..
ولهذا
فإن الفسق والنفاق والكفر لن يضر الصالحين إلا بالإبتلاء كما بقوله تعالى :
" لن
يضروكم إلا أذى" آل عمران 111..
وهاته
أزمنة هذا الأذى، وزمن إستغاثة الرسول:
"يارب
إن قومي اتخذوا ا هذا القرآن مهجورا"الفرقان 30
6
فكيف
نعود قلبا وقالبا إلى القرآن الكريم ؟
وكيف
نتصالح مع كتابنا المقدس نصرنا الله بنصرتنا له ؟
وكيف
نوظف قرآننا على الأقل ضد توظيف اليهود لتلمودهم المرفوع كله اليوم ضدنا وضد كل
الإنسانية ؟
وكيف
وكيف؟ ..
وتتتالى
الأسئلة ..؟؟؟:
والجواب واحد: العمل بالقرآن سنيا ..
وبكل حكمة اللهم يا رب..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق